كيف انشر الخير


1) يمكن القيام بعمل نشاط خيري إنساني يقوم على جمع تبرعات من أجل الفقراء والمساكين، ودعوة مجموعة من الشباب للقيام بهذا العمل، فيكون ذلك من خلال زيارة الشركات ورجال الأعمل والحديث معهم حول الصدقة، وثواب فاعلها، كما يمكن زيارة مدراس الأيتام من أجل إيصال الصدقات .

2) عمل رحلات ترفيهية بين الشباب ،و إستغلالها من أجل الدعوة إلى الدين الإسلامي ،وذلك من خلال زيارة أماكن إسلامية ،والحديث عن الدعوة الإسلامية، وترغيب الشباب في الدين الإسلامي الحنيف .

3) إقامة مشروع خيري يقوم على أساس جمع القمامة والنفايات من الشوارع من أجل المحافظة على بيئة نظيفة، ومن الممكن إشراك أفراد الحي في هذا المشروع، كما يمكن تطبيق هذا المشروع على الأحياء المجاورة .

4) عمل لافتات تتناول حكم وشعارات دينية، أو أحاديث نبوية، أو مقتطفات من القرآن الكريم، وتعليقها على جوانب الطريق، ليقرأها المارون في الشوارع، والتي قد تكون سبب في هداية شخص ما، أو أن تعود عليه بالنفع بالحصول على حسنة لها أضعاف أمثالها عند قرائتها .
5) مساندة الأسر الفقيرة معنوياً، ومادياً، إمّا من خلال جمع التّبرعات لها، وإيصالها، أو من خلال الحديث معهم، ومواساتهم في أحزانهم .
2:46 م

الدال على الخير كفاعله




مبدأ عظيم من مبادئ الإسلام التي يجسدها في أبناءه، والذي ينبع من منطق الإنسانية والرحمة والتكافل والتعاون، فكل هذه المعاني الراقية موجودة في الإنسان بفطرته السليمة، ومغروسة في المسلم بتمسكه بدينه وتعاليمه.
وفعل الخير لا يقتصر على أداء الطاعات والفرائض، فهذه من الخيرات التي هي من حق الله، ولكن هناك خير من حق العباد، فمن حق الناس الذين يعيش معهم الإنسان ويتبادل معهم أسباب الحياة؛ والدال على الخير كفاعله هو حديث في هذا السياق إذ يشمل الخير من الطاعات والخير من المعاملات مع الناس بعضهم ببعض.
ولقد جاء هذا الحديث في روايات متعددة وكلها صحيحة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه الترمذي عن أنس بن مالك: "أتى النبي عليه السلام رجل يستحمله فلم يجد عنده ما يتحمله فدله على آخر فحمله فأتى النبي عليه السلام فأخبره، فقال إن الدال على الخير كفاعله".
 وروى ابن حيان في صحيحه عن أبي مسعود أنه قال: أتي رجل النبي عليه السلام فسأله فقال: ما عندي ما أعطيك، ولكن ائت فلانا، فأتى الرجل فأعطاه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من دل على خير فله أجر فاعله أو عامله".
 وهنا تكمن عظمة الإسلام في تشجيع المسلمين على هذه المبادئ الراقية، بأن جعل لمن يدل على الخير أجر كأجر من قام بهذا الخير، وهكذا يكون التعاون بين الناس حيث قدر لكل فرد قدر من المال، وقدر من العلم، وقدر من الصحة، وهو يسير في حياته وفقًا لما قدره الله له، ويقدم المساعدة والمعونة لغيره بالقدر الذي يستطيع، فإذا كان قد طلب منه معونة أو مساعدة في شيء لا يملكه، فليستخدم ما يملكه للتوصل لشخصٍ يملك المساعدة، ولا يقتصر هذا الخير على طلب المال فقط، بل في مجالات الحياة الكثيرة؛ قد نجد بعض المواقف التي تكون عائقًا عند البعض فيبحثون فيمن حولهم عن حل، ويأتي الحل من أشخاصٍ لم يعرفوهم إلا من شخصٍ دلهم عليه، فيغدو العالم على اتساعه، والناس على تعدد أوصافهم واسمائهم يغدون كعائلةٍ واحدة، كقائمة أسماءٍ في صفحة واحدة يسهل الوصول إليهم بفعل دال الخير.
ومن النماذج على دال الخير، طالبٌ تعسّر عليه حل بعض المسائل فسأل صديقه الذي يدرس معه فأخبره أنه لم يفهم هذه المسألة من أستاذه بالأصل، ولكنه يعرف صديقه الآخر يفهمها جيدًا ومستعد لأن يفهمها لأي شخص، فهذا الخير هو نشر العلم فسيكون له من الأجر العظيم، وكثيرون من يطلبون المال فلا يجدون عند من يطلبون منهم ولكن أحدهم يدلهم على تاجرٍ كريم معطاء، فيذهبوا إليه فيجزل لهم مما فتح الله عليه من المال، فهذا الخير هو الصدقة.
والذي يدل على الخير ينال أجره في الدنيا والآخره، فأجره في الآخرة هي بقدر الخير الذي قُدم لمن احتاجه، وأما في الدنيا فكما تُدين تُدان، وسيأتي يومٌ تتبدل فيه الأحوال وقد يكون الشخص في حاجة غيره فيجد من يدله قبل أن يتكبد العناء والشقاء.
منقول عن موقع http://mawdoo3.com/
2:38 م